يوسف زيدان يكتب: تلمود اليهود (٢-٧) .. سِِفْرُ زراعيم (كتاب الزروع)
٣/ ٣/ ٢٠١٠
أشرتُ فى مقالة الأسبوع الماضى إلى أن الأرثوذكسية اليهودية تحتفى بالتلمود (المشنا- الجمارا) احتفاءً خاصاً، مع أن التوراة هى الكتاب «الأول» فى الديانة اليهودية، بينما التلمود هو: الكتابة الثانية!
ومن حيث اللفظ والدلالة الاصطلاحية، فإن (الأرثوذكسية) هى كلمة يونانية الأصل، تعنى لغة (الاستقامة)، وتعنى اصطلاحاً (الإيمان القويم) وهى تستعمل فى التراثيات المسيحية للتفرقة بين الذين يرون فى أنفسهم أصحاب الدين الصحيح والإيمان القويم والأمانة المستقيمة (الأرثوذكس)، ويرون مخالفيهم فى العقيدة (هراطقة)، وعلى المنوال ذاته، ترى الجماعات اليهودية السلفية، أى الأرثوذكسية، ذاتها.. وترى الجماعات الإسلامية الأرثوذكسية، أى السلفية، ذاتها ! فتأمَّلْ.
ويبدو أن النـزعة الأرثوذكسية عموماً (السلفية) تعطى اهتمامها الأول للنص الثانى فى كل ديانة. يظهر ذلك فى اهتمام الأرثوذكسية اليهودية بالتلمود، واهتمام الأرثوذكسية المسيحية بالأعمال الآبائية المسماة فى التراث المسيحى (اعترافات الآباء) واهتمام الأرثوذكسية الإسلامية بالحديث الشريف.. ولعل ذلك النـزوع الأرثوذكسى (السلفى) يعود فى المقام الأول إلى خصوصية (النص الثانى) وارتباطه بهذه الجماعة الدينية أو تلك،
بالإضافة إلى التحديد الدلالى وصرامة المعانى فى النصوص الثوانى (التلمود- تراث الآباء- الحديث الشريف) فى مقابل الاتساع الدلالى وقابلية التأويل فى النصوص الأولى (التوراة- الأناجيل- القرآن الكريم)، وهو الأمر الذى يناسب حدة وصرامة النـزوع السلفى الأرثوذكسى، ويقيه فى الوقت ذاته من التماهى مع غيره من الاتجاهات الدينية فى هذه الديانات الثلاث، التى أرى أنها فى واقع أمرها «ديانة واحدة» ذات تجليات ثلاثة، حسبما أوضحتُ فى كتابى الأخير: اللاهوت العربى وأصول العنف الدينى .
■ ■ ■
وكما أشرتُ فى المقالة السابقة، الافتتاحية لهذه السباعية، فسوف تكون المقالات الست التالية، عن المجلدات الستة للمشنا (المثناة) التى هى أساس التلمود، إذ إن الجمارا هى مناقشات وشروح للمشنا.. وعلى ذلك، فهذه المقالة موضوعها الأول، أول أجزاء المشنا:
يضم المجلد الأول من مشنا التلمود، مقدمةً وأحد عشر مبحثاً، تجتمع كلها تحت عنوان (زراعيم)، وهى الكلمة العبرية القريبة فى منطوقها ودلالتها من مقابلها العربى (الزروع).. أما كلمة (سفر) التى تقابلنا كثيراً فى التراث اليهودى و المسيحى و الإسلامى، فهى كلمة آرامية/ سريانية، أصلها (سِفْرا) أى: كتاب.
وفى بقية عناوين المباحث الفرعية لكتاب الزروع، أو (سفر زراعيم) يظهر التشابه اللفظى والدلالى بين اللغات الثلاث: العبرية (لغة التوراة والمشنا) والآرامية/ السريانية (لغة السيد المسيح) والعربية (لغة القرآن).. فمن ذلك مثلاً، نجد المبحث الأول من المجلد الأول للمشنا، بعنوان «براخوت» أى البركات! ونجد مبحث بيئاه ركن (أركان الحقل)، ومبحث معسروت (العشور)، ومبحث حلاه (قرص العجين)، ومبحث بكوريم (بواكير الثمار).. وغير ذلك مما سوف يصادفنا كثيراً فيما بعد، كلما توغلنا فى أقسام المشنا .
ومن ناحية الأسلوب، فإن القسم الأول من المشنا تظهر فيه الصيغ الأسلوبية العامة لجميع الأقسام. وقد ذكر د. مصطفى عبد المعبود سيد منصور (مترجم المشنا للعربية) فى مقدمته الموجزة للنص المترجم، هذه الظواهر الأسلوبية التى حصرها فى الآتى:
أسلوب التحسين اللغوى، وتخفيف وقع الكلمات على الأذن باستخدام مفردات ألطف مما ورد فى التوراة . الأسلوب القانونى الذى يعتمد على عرض الموضوعات بإيراد «مواد» الأحكام، ثم شرحها. أسلوب الاستطراد والربط بين الموضوعات ذات الصلة، بالإشارة إليها كلما دعت الحاجة. أسلوب التكرار المدرسى للعبارات والفقرات، لضمان استيعاب المتلقى. أسلوب الاستفهام بإيراد السؤال والإجابة عنه، لجذب اهتمام القارئ. أسلوب الإجمال وجمع الأحكام على هيئة قاعدة تشريعية عامة، بعد شرحها وتفسيرها.
■ ■ ■
وقد لاحظتُ من جانبى، عند قراءة المجلد الأول (زراعيم) أن النص لا يعكس ما هو معروف عن اليهود من كآبة! بل على العكس من ذلك، تظهر فى النص «خفة دم» لا أدرى إن كانت من فعل جامع المشنا ومدوِّنها (يهوذا هنَّاسى) أم هى من تصرفات الحاخامات التالية عليه.. فمن ذلك، ما نراه فى مبحث البركات (براخوت) حين يعرض كاتب النص لاختلاف مدرسة «شماى» ومدرسة «هليل» فى طريقة أداء صلاة الشِّمَع، حيث تُصِرُّ المدرسة الأولى على أن تؤدَّى هذه الصلاة فى حالة رقاد أو اتكاء.. يقول النص التلمودى :
«قال الرابى طرفون: كنتُ قادماً فى الطريق، واتكأت لقراءة الشِّمَع بطريقة مدرسة شماى، فعرَّضتُ نفسى للخطر من قبل اللصوص، فقال الحاخامات له: كنتَ تستحق أن تفقد حياتك، لتعدِّيك على أقوال مدرسة هليل!».
ومن ذلك أيضاً، ما نراه عن الرابى (الفقيه) الذى خالف ما يقوله لتلاميذه.. يقول النص: «وحدث أن اغتسل ربان جملئيل، فى الليلة الأولى التى ماتت فيها زوجته، فقال له تلاميذه: ألم تعلِّمنا ياسيدنا، أنه يحرم فى هذه الحالة الاغتسال ؟ قال لهم: أنا لستُ كسائر البشر، أنا مرهف الإحساس! وعندما مات عبده (طافى) تلقَّى فيه العزاء، فقال له تلاميذه: ألم تعلِّمنا يا سيدنا، أنه لا يجوز تلقِّى العزاء فى العبيد؟ قال لهم: عبدى طافى لم يكن كسائر العبيد، لقد كان صالحاً.
وعن الخلاف الفقهى بين مدرستىْ شماى وهليل، مع أنهما تتفقان فى ضرورة غسل الأيدى وكنس البيت، وضرورة المباركة على الخمر والطعام: «تقول مدرسة شماى: يكنسون البيت وبعد ذلك يغسلون أيديهم، وتقول مدرسة هليل: يغسلون أيديهم وبعد ذلك يكنسون البيت.. وإذا قُدِّم لهم خمر بعد الطعام، ولم يكن هناك سوى ذلك الكأس، فإن مدرسة شماى تقول: يبارك على الخمر، وبعد ذلك يبارك على الطعام، وتقول مدرسة هليل: يبارك على الطعام، وبعد ذلك يبارك على الخمر».
■ ■ ■
وبعيداً عن «خفة الظل» السابقة، وفى مقابلها تماماً؛ يظهر المقت اليهودى فى بعض المواضع من سفر زراعيم، فمن ذلك ما نراه فى الصفحات الأولى منه، حيث يرد التأكيد على ضرورة قراءة النصوص المتعلقة بخروج اليهود من مصر، كلَّ ليلة وكلَّ صباح.. يقول النص: «يجب أن يذكروا الخروج من مصر، ليلاً (وتختتم بمقولة: مبارك أنت أيها الربُّ) قال رابى إليعازار بن عزريا: أنا ابن سبعين سنة،
ولم أحظ بمعرفة لماذا يجب أن تُتلى معجزة الخروج من مصر ليلاً، حتى فسَّر ابن زوما «لكى تذكر يوم خروجك من أرض مصر، كلَّ أيام حياتك.. التوراة، سفر التثنية ١٦:٣»، حيث فسَّر أيام حياتك بمعنى نهار الأيام، وفسَّر كل أيام حياتك بمعنى اليوم كاملاً، أى النهار مع الليالى، ويقول الحاخامات: أيام حياتك تعنى هذا العالم الدنيوى، وكل أيام حياتك تتضمن أيام المسيح المخلِّص.
وهكذا، تستبقى الشرائع التلمودية فى أذهان اليهود، فى كل عصر، القصةَ التوراتية العجيبة التى تحكى ما ملخصه أن الله المسمَّى فى التوراة بأسماء كثيرة (يهوه، إلوهيم، أدوناى، أهيه الذى أهيه، إيل) أَمَرَ موسى بأن يحتال اليهود لسرقة الذهب من المصريين، ويهربوا به بعد وَضْع علامة على بيوتهم، لأن الله (تعالى عن ذلك) سوف ينـزل أرض مصر، فيضرب المصريين فى مقتل، ويفعل بهم شنيع الأفعال، ويخرب بيوتهم فيعلو فيها العويل.. وكان على اليهود السالبين السارقين أن يجعلوا على أبواب بيوتهم علامة (فِصْح) حتى لا تصيبهم النيران الإلهية الصديقة، بطريق الخطأ.
■ ■ ■
غير أن سفر (زراعيم) اشتمل أيضاً على الكثير من القواعد الخلقية الشرعية فى معاملة الأمِّ والجار والفقراء، بل وعموم الناس.. فمن ذلك، مثلاً أنه: يجوز أن يلقى السلام (شالوم) فى منتصف صلاة الشِّمَع أو البركة، لتهدئة خوف مَنْ كان خائفاً، وتُرد التحية على الرجل المهم تقديراً له، وتُرد التحية لكلِّ الناس.. يجب على الإنسان أن يبارك على الأمر السيئ كما يبارك الأمر الطيب. ولا يجوز للإنسان أن يتصرف بطيش أمام الباب الشرقى للهيكل. ولا تحتقر أمك إذا شاخت.. يجوز لليهود أن يستأجروا حقولاً محروثة من الجوييم (غير اليهود) فى السنة السابقة، ويُعِينوا الجوييم ويتمنَّوا سلامتهم لأجل السلام.
■ ■ ■
واللافت للنظر، أن سفر (زراعيم) يشتمل على كثير من الأحكام التى تخصُّ المتهوِّد، أى الشخص الذى يدخل فى الديانة اليهودية وهو غير مولود أصلاً لأمٍّ يهودية. مع أننا نعرف أن الدين اليهودى ليس ديناً تبشيرياً كالمسيحية والإسلام، أى أنه لا يسعى لإدخال الناس فيه، أو يفرح عند دخولهم دين الله (أفواجاً) مثلما هو الحال فى الإسلام، أو يقبلهم على حذر بعد اختبارات طويلة لإيمانهم، مثلما هو الحال فى المسيحية، ومع ذلك، فاليهودية قد تقبل أن يلتحق بها الشخص غير المولود لأمٍّ يهودية، وهو فى هذه الحالة لا يعد يهودياً، ولكن يسمَّى (متهوِّداً) ولا تعد ذريته من بعده يهوداً، بل متهوِّدين.
وقد وردت أحكامٌ كثيرة فى شأن المتهوِّدين، وما عليهم من الواجبات الشرعية بعد تهوُّدهم، خاصةً فيما يتعلق بإخراج العشور (المقابل اليهودى للزكاة عند المسلمين)، على اعتبار أن لحظة تهوُّدهم هى لحظة فاصلة تختلف معها الأحكام التشريعية (الفقهية) قبل التهوُّد وبعده.
ومن اللافت للنظر، أيضاً، أن كثيراً من الأحكام التلمودية تتعدَّد وتختلف بحسب المكان، وتحديداً بحسب وجود اليهودى فى فلسطين أو فى غيرها.. ومع أن اليهود ظلوا طيلة تاريخهم خارج فلسطين، باستثناء سنوات معدودات، إلا أنهم حافظوا دوماً على إبقاء التمييز الفقهى بين أحكام أرض الميعاد (هاآرتس يسرائيل) والأحكام الشرعية فى حالة وجودهم ببقية أنحاء العالم.. فاستبقوا الحلم ماثلاً فى الأذهان عبر القرون، يلوح جيلاً بعد جيل بالقلوب والأوهام، مثلما يلوح باقى الوشم فى ظاهر اليد.
يوسف زيدان يكتب: تلمود اليهود (٣-٧) .. سِفْرُ موعيد (كتابُ الأعياد)
١٠/ ٣/ ٢٠١٠
الله تعالى فى العقيدة اليهودية، يتعب ويستريح! وقد ورد فى التوراة أنه (تعالى) خلق العالم فى ستة أيام، ثم استراح فى اليوم السابع.. وورد فى التوراة أيضاً بناءً على ما سبق، أن على أبناء الربِّ (اليهود) أن يستريحوا تماماً فى اليوم السابع، وهو يوم السبت المسمَّى فى العبرية «شبات»، حيث جاء فى الآية ٢٩ من الإصحاح ١٦ من سِفر الخروج، ثانى أسفار التوراة، ما نصُّه: «انظروا، إن الربَّ أعطاكم السبت، لذلك هو يعطيكم فى اليوم السادس خبز يومين، اجلسوا كلُّ واحدٍ فى مكانه، لا يخرج أحدٌ من مكانه فى اليوم السابع».
فماذا لو خالف اليهودى هذه الوصية الإلهية التوراتية، هل عليه عقوبة ما؟ نعم.. عقوبته الموت!
■ ■ ■
يبدأ القسم الثانى من أقسام المشنا، التى هى أساس التلمود اليهودى، بالكلام على أحكام يوم السبت الشرعية.. وفى هذا القسم، بحسب الترجمة العربية التى أصدرها العام الماضى د. مصطفى عبدالمعبود سيد منصور، يلفتُ النظر أمران، الأول منهما أن مقدمة المترجم وتقديمة المقدِّم (د. محمد خليفة حسن أحمد) هما ذاتهما المقدمة والتقديمة الواردتان فى القسم الأول، الذى تحدثنا عنه فى مقالة الأسبوع الماضى (زراعيم- الزروع)، وهما أيضاً الواردتان فى القسم الثالث، الذى سنتحدث عنه الأسبوع القادم (ناشيم -النساء)، بل فى بقية الأقسام الستة.. وهذا لعمرى أمرٌ عجيبٌ!
والأمرُ الآخرُ اللافت للنظر فى القسم الثانى من مشنا (مثناة) التلمود، هو ذلك التشابه اللفظى والدلالى بين اللغتين العبرية والعربية، وهو ما أشرنا إليه فى مقالة سابقة. ففى هذا القسم التلمودى نقرأ الأحكام الشرعية للسبت (شبات) شقاليم (الشواقل) يوما (اليوم) وبيتسا (البيضة) روش هشنا (رأس السنة) مجلا (المجلة) حجيجا (الحج).
وفى أول الفصل الأول، المخصَّص لأحكام يوم السبت، نقرأ فى المشنا التلمودية حُكماً غريباً: «إذا وقف الفقير (الشحَّات) خارج البيت، ومَدَّ إناءً إلى يد صاحب البيت ليأخذ فيه شيئاً، ثم أخرجه من البيت، وقد أخذ فيه شيئاً، يُدان الفقيرُ بالموت بقضاء الرب، بينما يُعفى صاحب البيت، وإذا بسط صاحب البيت يده لخارج البيت، ووضع شيئاً فى يد الفقير يُدان صاحبُ البيت بالموت بقضاء الرب، بينما يُعفى الفقير.. ولا يجوز أن يخرج الخياط بإبرته عشيةَ السبت، ولا الكاتب بقلمه، ولا يجوز لأحدٍ يوم السبت أن يفحص ملابسه، أو يقرأ فى ضوء المصباح.. ولا يجوز أن يشووا لحماً أو بصلاً أو بيضاً عشية السبت (مساء يوم الجمعة) كما لا يجوز أن يضعوا الخبز فى الفرن مع حلول الظلام.. عن ثلاث خطايا تموت النساء ساعةَ ولادتهم: عدم حرصهم فى حُكم الحيض، وإخراج قرص العجين، وإشعال مصباح يوم السبت.. ولا يخرج الرجل بالسيف ولا بالقوس ولا بالدرع ولا بالهراوة ولا بالرمح، وإذا خرج فإنه يُلزم بذبيحة الخطيئة».
■ ■ ■
ويتصل بما سبق، الأحكام ُ التلمودية (التشريعية) الخاصة بيوم الغفران، أو عيد كيبور، حيث تنصُّ المشنا «صراحة» وبوضوح شديد، على الآتى: «يحرم يوم الغفران الأكل والشرب والاستحمام والدهان وانتعال الصندل والجماع..»، ولذلك فقد كان عملاً «دنيئاً» من زاوية النظر اليهودية البحتة، أن يكون هجومنا عليهم يوم سبت (شَبَّات) الموافق عيد الغفران (كيبور) فى السادس من أكتوبر (العاشر من رمضان) سنة ١٩٧٣.. وهو اليوم الذى انخدع فيه اليهود بما صوَّره لهم الجيش المصرى قبلها من التراخى وعدم الاستعداد.. حتى جاءت الوثبة الحازمة فى الثانية من ظهر ذلك اليوم المشهود، فصارت لنا الجولة الأولى من هذه الحرب المجيدة التى طبقنا فيها نحن المصريين والعرب، القاعدةَ الدينية الواردة فى الحديث النبوى الشريف: الحربُ خدعة.
■ ■ ■
ويفرد القسم الثانى من المشنا فصلاً كبيراً موسَّعاً لعيد (الفِصح)، الذى هو أهم الأعياد اليهودية على الإطلاق، وهو العيد الذى احتفل به المسيحيون أيضاً من بعد، ولكنهم لم يجعلوه أهمَّ أعيادهم.. وقد أشرتُ فى المقال السابق، وفى كتابى (اللاهوت العربى) إلى أن كلمة فصح فى العبرية تعنى العبور أو الإفصاح بالعلامة، وهى العلامة التى تقول التوراة (سِفر الخروج) إن اليهود جعلوها على أبواب بيوتهم، يومَ خرَّب الربُّ من أجلهم أرضَ مصر، وضرب أهلها ضرباتٍ تُعلى العويل.
وفى عيد الفصح يخبز اليهود فطيراً (قربان الشكر)، ويذبحون خروف العيد، ويتذكرون العمل الشاق، الذى فرضه الفراعنة على اليهود!.. أىُّ عمل شاق يا ترى؟.. أمام أهرامات الجيزة وقف مناحم بيجن، رئيس الوزراء الإسرائيلى، وقال إن أجداده من اليهود هم الذين بنوا الهرم.. إىْ والله قال ذلك!.. وكأن أهرامات الجيزة لم يثبت تاريخياً أنها بُنيت فى الدولة القديمة، قبل أن يسمع العالم باليهودية أصلاً.. وكأن المصريين القدماء، على افتراض أن اليهود كانوا آنذاك موجودين بمصر، كانوا سيرضون أن يقوم بأداء هذا العمل المقدس (بناء الأهرامات) أناسٌ غير المصريين أصلاً، بل رعاةٌ رُحّلٌ جاءوا لمصر هرباً من المجاعات الصحراوية..
وكأن مقابر بناة الأهرامات التى اكتشفت مؤخراً، لم يرد فيها اسم أى شخص غير مصرى.. وكأن بناء الهرم فى أوقات غمر الأرض بالفيضان، وبالتالى استحالة الزراعة، لم يكن مهمة قومية للمصريين، تتولى الدولة خلالها إعاشة أُسَر البنَّائين فى ربوع البلاد.. وكأن الذين بنوا الأهرامات من اليهود، على زعمهم، فرغوا منها ثم نسوا الهندسة دفعةً واحدةً، فلم يبنوا غيرها فى أى مكان آخر، ولا مثيلاً لها فى أى موضع.. وكأن اليهود طيلة التاريخ المصرى القديم، الذى كتب أدق تفاصيل حياة الناس، لم يرد ذكرهم إلا مرةً واحدةً فى لوح مرنبتاح (الفرعون) الذى عدَّد أعماله، فذكر من بينها أنه: هَزَمَ إسرائيل هزيمة نكراء، واستأصل شأفتها.
■ ■ ■
نعود للتلمود، فنرى فى القسم الثانى من المشنا تفاصيل عجيبة لعملية ذبح الأضحية (القربان) فى عيد الفصح، وللشروط الواجب توافرها فى الذبيحة، وللأصول واجبة الاتباع فى أكل الذبيحة.. ثم يبدأ المبحث الخاص بالشواقل (الشقاليم)، وهى الهبات السنوية التى يقدِّمها اليهودى للرب، على هيئة فدية مقدَّمة للهيكل، تكفيراً عن الخطايا التى ارتكبها الشخص طيلة العام.
وتنص القواعد التشريعية التلمودية، فى فصل (شقاليم) على ضرورة قراءة سِفر «إستير» فى منتصف شهر (آذار) بحسب التقويم الدينى اليهودى.. وللعلم، فهناك تقويم يهودى «دينى» وتقويم يهودى «مدنى»، وكلاهما يختلف عن التقويم الميلادى المسيحى، الذى يختلف بدوره بين مسيحيى الشرق (الأرثوذكس) ومسيحيى الغرب (الكاثوليك)، لكنه فى نهاية الأمر تقويم شمسى، يختلف عن التقويم القمرى عند المسلمين، سواء كان التقويم هجرياً مثلما هو الحال فى معظم دول الخليج العربى (أى يبدأ بالهجرة النبوية) أم كان تقويماً هجرياً كهذا المبتدَع مؤخراً فى ليبيا الشقيقة، وهو يبدأ من سنة وفاة النبى، لا هجرته إلى المدينة!
أما المسلمون الشيعة فى إيران، فهم يطبقون تقويماً خاصاً، شمسياً لا قمرياً.. المهم هنا، أن التقويم الدينى اليهودى، يبدأ من (آدم) أول البشر، الذى عاش بحسب الاعتقادات اليهودية، منذ ٥٧٧٠ عاماً (سبعين وسبعمائة وخمسة آلاف سنة).
أما سِفر إستير، الموصَى بقراءته فى ذلك العيد (البوريم) فهو يسمى «المجلا» أى اللفافة، أو المجلة، وهو يحتوى على نص قصة المرأة اليهودية الفاتنة، المسماة فى العهد القديم (إستير) وقصتها مشهورة، ولا أستطيع أن أحكيها هنا.
■ ■ ■
وفى هذا القسم الثانى من المشنا، يقابلنا الكثير من النصائح الخلقية والوصايا الشرعية المتعلقة باجتناب الذنوب «الذى يقول: سأخطئ وأتوب! فلن يمنح الفرصة للتوبة.. وإذا قال: سأخطئ ويكفَّر عنى يوم الغفران (عيد كيبور) فإن يوم الغفران لن يكفِّر عنه. إن يوم الغفران يكفِّر الآثام التى بين الإنسان والربِّ، أما التى بين الرجل وصاحبه، فلا يكفِّر عنها يوم الغفران حتى يسترضى الرجل صاحبه..».
وتحذر المشنا من إثم السرقة، وتؤكد أن كل مسروق يستخدم فى أمر فهذا الأمر باطلٌ، خاصة إن كان استخدامه لشعيرة دينية، كما هو الحال فى ذلك السَّعف الذى يهلِّلون به يوم (عيد السعف).. كما تحذر من آثام الربا ولعب القمار والاتجار بالعبيد، مؤكِّدة أن الذى يقترف هذه البلايا، لا تُقبل شهادته.
وتشتمل مباحث القسم الثانى من المشنا، على عديدٍ من الأحكام الشرعية المتعلقة بالطهارة والوضوء بالماء، وبصلاة الاستسقاء، وبالصوم فى أيام معينة، وبقراءة النصوص التوراتية المقدسة فى أوقات مخصوصة، وبالصلاة وشروطها، وإمامة الجماعة فى الصلاة.. «لا يجوز للقاصر أن يؤم الجماعة فى الصلاة، ولا أن يرفع كفَّيه، وإذا كان للكاهن عيوب فى يديه، فلا يرفعها عند البركات، والذى يقول: لن أؤم الجماعة فى الصلاة بملابس ملونة، فلا يجوز له أن يؤم الجماعة بملابس بيضاء.. ويجوز للنساء النواح على الميت، وأن يضربن كفاً بكف، ولكن لا يجوز لهن أن يندبن، وإذا دفن الميت فلا يجوز لهن أن ينوحنَّ أو يضربن كفاً بكف..».
والمبحث الأخير من هذا القسم، يتعلق بأحكام الحج وزيارة الهيكل (الذى لم يعد اليوم موجوداً)، وهو يبدأ بعبارة: «يلزم الجميع بزيارة الهيكل، فيما عدا الأصمّ والمعتوه والقاصر.. ومَنْ لا يمكنه أن يصعد إلى أورشليم على قدميه».
ثم يسهب النص التلمودى فى الكلام على الذبائح الواجب تقديمها كقربان عند زيارة الهيكل، والنذور، والطهارة من النجاسة.. إلخ. وهذه كلها تشريعات لم يعد هناك مجال لتطبيقها، منذ قام الرومان بتدمير الهيكل سنة ٧٠ ميلادية، وإخراج اليهود من أورشليم عقاباً لأعمال الشغب التى كانوا يقومون بها سعياً للاستقلال عن سلطة روما.. وبعد قرابة ألفٍ وتسعمائة سنة، عاد اليهود، وأحيوا التلمود، وتحرَّقوا لإعادة بناء الهيكل.. لكن المسجد الأقصى قائمٌ فى مكانه! فكيف يمكن لهذه المشكلة أن تنحلّ؟
د. يوسف زيدان يكتب: تلمود اليهود (٤-٧) .. كتابُ النساء (سِفْرُ ناشيم)
١٧/ ٣/ ٢٠١٠
يبدأ القسم الثالث من المشنا (المثناة) وهو القسم المختصُّ بأمور النساء، أو «ناشيم» بالعبرية، بالمبحث الخاص بالأرامل. ويبدأ هذا المبحث بذكر (المحارم) أى النساء اللواتى تَحْرُمُ على الرجل معاشرتهن أو الزواج منهن، ثم يخوض هذا المبحث من بعد ذلك، فى بيان القواعد واجبة الاتباع، عند زواج الأخ من أرملة أخيه.
والمحارم فى العقيدة اليهودية، بحسب ما يبتدئ به كتاب النساء، هن خمس عشرة امرأة: الابنة، ابنة الابنة، ابنة الابن، أخت الزوجة، ابنة الزوجة، ابنة بنت الزوجة، ابنة ابن الزوجة، الحماة، أم الحماة، أم الحمو، الأخت ولو من الأم، الخالة، زوجة الأخ، زوجة الابن، أرملة الأخ الذى مات قبل أن يولد.. وباستثناء أولئك النسوة، يجوز للرجل أن يتزوَّج، وأن يتزوج من أرملة أخيه المتوفى بعد انقضاء فترة الحداد المسماة عندنا (العِدَّة) وهى فى اليهودية، أيضاً، ثلاثة أشهر.
واليهودية، كالإسلام، تُبيح الطلاق والخلع. لكنها لا تتيح ذلك الأمر بشكل مفرط، وإنما تضع له شروطاً وقواعد لا بُدَّ من مراعاتها. وهى تشجِّع الزواج من أرملة الأخ، وتقرُّ به ولو وقع الاشتهاء سهواً! فالفصل السادس من مبحث الأرملة، يبدأ بما يلى : «الذى يضاجع أرملة أخيه، سواء سهواً أو عمداً، اضطراراً أو طواعيةً، حتى وإن كان هو ساهياً وهى متعمدة، أو كان هو متعمداً وهى ساهية.. فإنه بذلك قد حازها زوجة».
وسن البلوغ (التلمودى) للنساء، أى السن التى يمكن فيها الزواج، هى بلوغ المرأة اثنتى عشرة سنة وستة أشهر ويوماً واحداً.. والزواج بغير الرغبة فى الإنجاب، وإنما للمتعة فقط، يُسَمَّى فى التلمود: زنى! لأن اليهودى لا يجب أن يتوقف عن أداء الوصية التوراتية : أثمروا وتكاثروا.. (سفر التكوين: ١: ٢٨).
■ ■ ■
وفى الفصل الثامن من المبحث الأول من القسم الثالث من المشنا التلمودية المقدسة (عند اليهود) نصٌّ يستحق التأمل، سوف ننقله فيما يلى بحروفه، ونتركه من بعد ذلك من غير تعليق: «يحرم العمونى والمؤابى من الدخول فى جماعة الرب إذا تهودا.. ولا يحرم المصرى والأدومى من الدخول فى جماعة الرب، إلا حتى الجيل الثالث، سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً..».
توضيح : العمونيون والمؤابيون، هما قبيلتان كبيرتان أصلهما رجلان (بن عمِّى - ومؤاب) أنجبهما النبى لوط التوراتى، ابن أخت إبراهيم أبى الأنبياء، سِفاحاً.. ذلك أنه بحسب القصة التوراتية، فإن ابنتى «لوط» أسكرتاه فى مغارة عند العودة من «سدوم» بعد خرابها، فضاجعهما ليلتين متتاليتين، فأنجبت إحداهما من أبيها الطفل «مؤاب» جد المؤابيين، وأنجبت الأخرى «بن عمِّى» جد العمونيين.
■ ■ ■
ويحدِّد النص التلمودى حقوق الزوج على زوجته، وواجباتها نحوه. وهى حقوق وواجبات تختلف بحسب ثراء الزوجة أو فقرها! لكنها فى نهاية الأمر، لا بُدَّ لها من تأدية بعض الأمور لزوجها.. وفى نص طريف، نقرأ ما يلى:
«هذه هى الأعمال التى تؤديها الزوجة لزوجها: تطحن وتخبز وتغسل وتطهو وترضع ابنها وترتب الفراش وتغزل الصوف. وإذا أحضرت معها جارية، فإنها لا تطحن ولا تخبز ولا تغسل. وإذا أحضرت جاريتين، فإنها لا تطهو ولا ترضع ابنها. وإذا أحضرت ثلاثاً، فإنها لا ترتب الفراش ولا تغزل الصوف. وإذا أحضرت أربع جوارٍ، فإنها تمكث طيلة اليوم على كرسى الهيبة، وتعفى من القيام بأىِّ عمل لزوجها».
وهناك اجتهادٌ فقهىٌّ للرابى (الفقيه) إليعازر، بخصوص هذا الأمر نصُّه الآتى: حتى وإن أحضرت الزوجة مائة جارية، فإنها تظل مجبرةً على غزل الصوف لزوجها، لأن البطالة تؤدى إلى الفجور.. واجتهادٌ آخر لشمعون بن جملئيل، نصه: من ينذر ألا تؤدى زوجته عملاً، فإنه يطلِّقها ويعطيها الكتوﭬا (المؤخَّر) الخاصة بها، لأن البطالة تؤدى إلى الملل.
ومن النصوص التلمودية اللطيفة، أيضاً، هذه الفقرة: «واجب معاشرة الزوجة: العاطلون يعاشرون يومياً، والعاملون مرتين أسبوعياً، والبحارة مرة كل ستة أشهر.. إذا ظهرت عيوب فى الزوج، ليس لهم أن يرغموه على الطلاق، إلا فى العيوب الشديدة، والذين يرغمون على الطلاق، هم: المصاب بالدمامل، والمصاب بالجيوب الأنفية، ومَنْ يجمع روث الكلاب».
■ ■ ■
وبحسب الشريعة اليهودية التلمودية، فإن عدد زوجات الرجل أربع. ويجوز للمرأة أن تشترط على زوجها شروطاً قبل الزواج، كأن تطلب أن يعول ابنتها من غيره. ولا تعدُّ المرأة مطلقة، حتى تتسلَّم بيدها وثيقة طلاقها.
وللطلاق (جيطين) أحكامٌ تفصيلية، جاءت فى مبحث خاص يضم فصولاً كثيرةً، منها فصلٌ خاصٌّ بالخِطبة.. ولا تصحُّ الخِطبة إذا خدع الخاطب الفتاة وضلَّلها، يقول النص التلمودى: إذا قال لها اقبلى خِطبتى بكأس الخمر هذه، واتضح بعدها أنها كأس عسل، أو بدينار الفضة هذا، واتضح أنه ذهب، أو شريطة أننى ثرى واتضح أنه فقير، أو فقير واتضح أنه ثرى، فإنها لا تعد مخطوبة.. ولكن الرابى شمعون يقول : إذا ضلَّلها لصالحها، فإنها تعدُّ مخطوبة.
ويجوز أن يُنيب الرجل غيره فى الخِطبة، ويجوز أن يشترط شروطاً لإتمام الزيجة، كأن لا يكون عليها ديون أو أن بها عيوباً لا يعرفها. فإذا اتضح خلاف ما اشترطه، لم تصحّ الخِطبة، ولا يجوز أن يتمَّ الزواج.
ومع أن اليهود يشتكون ليلَ نهارَ من آثار العنصرية، وينوحون دوماً بسبب ما يسمُّونه «العداء للسامية» أى العداء لليهود تحديداً! على الرغم من أننا نحن العرب بحسب هذا الزعم «سامِيُّون» أيضاً.. المهم، أنه على الرغم من تلك الشكوى وهذا النواح، فإن القسم الثالث فى المشنا التلمودية يعكس عنصريةً عجيبةً، ليس فقط على مستوى تقسيم الناس إلى (يهود – وغير يهود) وإنما على مستوى أكثر تفصيلاً، وصرامة فى الأحكام المتعلقة بكل فئة.. ولنقرأ النصَّ التالى، الذى شرحتُ بعض مفرداته بعبارات وضعتها بين قوسين:
«عشرة أنساب هاجروا من بابل (بعد السبى) هم: الكهنة، واللاويون، والإسرائيليون، والحالاليون (أى أبناء الكهنة من زوجات محرَّمات عليهم) والمتهوِّدون، والعبيد المحرَّرون، والأبناء غير الشرعيين، والناتينيون (جماعة تهوَّدوا أيام يهوشع بن نون، غلام موسى) ومجهولو النسب، واللقطاء».
وعشرةُ الأصناف السابقة، تنتظم تشريعياً فى ثلاث طبقات، ولا يجوز لشخص أن يتزوج من خارج طبقته، وإلا صار الزواج غير شرعى، وكان الأبناء بحسب الأحكام التلمودية: غير شرعيين! والطبقة الأعلى، بالطبع، تضم الكهنة واللاويين والإسرائيليين (وهم أحفاد لاوى، ويعقوب = إسرائيل) والطبقة الأدنى هى التى تضم المتهودين والمحررين والأبناء غير الشرعيين والناتينيين ومجهولى النسب واللقطاء.
إذن، الطبقية المطلقة والتمييز على أساس عرقى، هما أصل من أصول المجتمع اليهودى الذى يشكو إعلامه دوماً من (العداء للسامية) على أساس أنه تمييز عنصرى! والأدهى من ذلك، أن الطبقية اليهودية «مطلقة» بمعنى أنها لا تزول مهما امتدت الأجيال، فحتى هؤلاء الذين دخل آباؤهم فى الديانة منذ ألوف السنين، على يد يهوشع (يوشع، بن نون) لا يزالون يلحقون بالأبناء غير الشرعيين، وهو ما تؤكِّده «المسورت» التى ورد فيها: إن داود الملك (النبى عند المسلمين) قرَّر عليهم ألا يأتوا فى جماعة إسرائيل، لأنهم يعدُّون كالأبناء غير الشرعيين.
تُرى، كيف سيتقبل المجتمع اليهودى المعاصر أولئك الذين يُعرفون اليوم بجماعة (عرب ثمانية وأربعين) وهم وإن كانوا يحملون جوازات سفر إسرائيلية، إلا أنهم أصلاً غير يهود، وإنما مسيحيون ومسلمون!
■ ■ ■
وفى هذا القسم من التلمود اعتناءٌ كبير بإبراز أهمية الختان، والشريعة اليهودية الحاخامية (التلمودية) تؤكد ما ورد فى العهد القديم من التفرقة بين بنى إسرائيل «المختتنين» وبقية شعوب الأرض، الذين يسمُّونهم «الغلف» على اعتبار أن غُرلة قضيب الذكر، هى بمثابة غلافه الطرفى.. يقول النص:
«الغرلة لا تطلق إلا على الجوييم (غير اليهود) حيث ورد فى سفر صموئيل: لأن جميع الشعوب غُلف.. وورد : من هو هذا الفلسطينى الأغلف، حتى يعبر جيش الله الحى.. وورد: لئلا تفرح بنات فلسطين، لئلا تشمت بنات الغُلف. يقول الرابى إليعازر بن عزريا: بغيضة تلك الغُرلة التى يأثم بها الأشرار. ويقول رابى إسماعيل : عظيم ذلك الختان الذى قُطع عليه ثلاثة عشر عهداً.. يقول رابى يهوذا هنَّاسى: عظيمٌ ذلك الختان، لأنه مع كل الوصايا التى أدَّاها أبونا إبراهيم، فإنه لم يُدع كاملاً، إلا بعد أن اختتن.. وعظيمٌ ذلك الختان، لأنه لولا الختان ما خَلَقَ القدوس (تعالى) هذا العالم!